شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 454 - الجزء 3

  أقراص، وصلى علي مع رسول الله المغرب ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاً وماءً قراحاً، فلما دنوا ليأكلوا وقف مسكين بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة.

  فقال علي:

  فاطم ذات الرشد واليقين ... يا بنت خير الناس أجمعين

  أما ترين البائس المسكين ... جاء إلينا جائعاً حزين

  قد قام بالباب له حنين ... يشكو إلى الله ويستكين

  كل امرئٍ بكسبه رهين

  فأجابته فاطمة وهي تقول:

  أمرك عندي يا ابن عمي طاعه ... ما بي لوم لا ولا ضراعه

  فاعطه ولا تدعه ساعه ... نرجوا له الغياث في المجاعه

  ونلحق الأخيار والجماعه ... وندخل الجنة بالشفاعه

  فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا ليلتهم لم يذوقوا إلا الماء القراح، فلما أصبحوا عمدت فاطمة إلى صاع آخر فطحنته وعجنته وخبزت خمسة أقراص وصاموا يومهم وصلى علي مع رسول الله المغرب ثم دخل ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاً وماءً قراحاً فلما دنوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم من أولاد المسلمين استشهد والدي مع رسول الله يوم أحد أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة، فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلا الماء القراح، فلما أن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وصاموا يومهم وصلى علي مع النبي المغرب ثم دخل علي منزله ليفطر فقدمت