شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 493 - الجزء 3

  عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني قالت: أما حين سارني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة وأنه قد عارضني به هذا العام مرتين فلا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك.

  قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية قال: «يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء أهل الجنة»⁣(⁣١) انتهى بلفظه.

  وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في خطبة شرحه للرسالة الناصحة: وأشهد أن أمهما الزاكية الأمينة والجوهرة المكنونة فاطمة ابنة رسول الله ÷ وسلام الله عليها وبركاته سيدة نساء أهل الجنة إلا ما جعل الله سبحانه لمريم بنت عمران &.

  قلنا: لا دليل على ذلك.

  وأما قوله تعالى: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ٤٢}⁣[آل عمران]، فالمراد به نساء عالمها كقوله تعالى: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ


(١) رواه البخاري ١١/ ٤٥٤ رقم ٣٣٥٣. وروى حديث عائشة مسلم في صحيحه، وابن ماجه في سننه بلفظ: «سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة»، والحاكم في المستدرك بلفظ: «سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء المؤمنين» ثم قال: هذا إسناد صحيح، وأحمد بن حنبل في مسنده، والنسائي في سننه، والطبراني في الكبير، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، والبيهقي في دلائل النبوة، وأبو يعلى في مسنده كلهم بلفظ مسلم. ورواه الطيالسي في مسنده بلفظ: (سيدة نساء العالمين)، ورواه أبو نعيم في الحلية بلفظ: (سيدة نساء العالمين، أو نساء هذه الامة)، وروى البخاري أيضاً عن عائشة عن فاطمة قوله ÷: «أ/أ ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة» وروى البزار عن علي (ع) مرفوعا: «ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة وابنيك سيدا شباب أهل الجنة»، وروى أبو نعيم في المعرفة عن ابن عباس مرفوعا: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة».