شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 496 - الجزء 3

  قال: والرواية متظاهرة بأنها في اليوم الرابع من النذر لما دخلت مصلاها وصلت ودعت سمعت حشحشة فإذا بجفنة فيها ثريد ولحم وزعفران ولما قربت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته سجد وقال: «الحمد لله الذي جعل ابنتي شبيهة مريم ينزل عليها رزقها في المحراب».

  قال |: وهي التي كانت إذا اشتغلت بصلاتها وبكاء ولدها ترى المهد يتحرك من غير محرك، قيل: بعث الله ملكاً حتى كفاها.

  قال: ولما ضعفت عن الطحن في اليوم الثالث من نذرها وأدركها وقت الصلاة وقدمت الصلاة على الطحن فإذا بالرحى تدور من غير محرك فطحنت لها حبها.

  قال |: وهي التي لما شكت الفقر إلى رسول الله ÷ قال لها: «اكشفي الحصير» فإذا الأرض سبائك الذهب فقال لها أبوها ~: «هذا لك ذهباً هكذا إلى سبع أرضين» فاختارت ردها أرضاً على حالها.

  وروى الكنجي الشافعي بإسناده إلى أبي سعيد قال: أصبح علي # ذات يوم فقال: «يا فاطمة هل عندك شيء تغدينيه؟» قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوة ما أصبح عندي شيء أغديكه ولا كان لنا بعدك شيء منذ يومين إلا شيء أوثرك به على بطني وعلى ابني قال: «يا فاطمة ألا أعلمتني حتى أبغيكم شيئاً؟» قالت: إني أستحيي من الله أن أكلفك ما لا تقدر عليه فخرج من عندها واثقاً بالله وحسن الظن به فاستقرض علي ديناراً فبينما الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد ¥ في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته فلما رآه أنكره قال: يا مقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة؟


= حديث أبي هريرة، وأبي أيوب وعائشة وأبي سعيد ثم ذكرها، ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى عن أبي أيوب.