شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 499 - الجزء 3

  ÷: «لقد عذت بمعاذ الحقي بأهلك»⁣(⁣١) فكان ذلك سبب فراقها.

  وقصة الجمل معلومة للناس وكون ذلك خطيئة ومعصية لا يقدر أحد على إنكاره.

  وأما ما نزل في براءتها من الآيات حين وقع الإفك فذلك تنزيه لرسول الله ÷ ولا فضيلة في ذلك لها تزيد على غيرها من المؤمنات لأن مضمونها إنها بريئة من المعصية التي قذفت بها وكل مؤمنة على تلك الصفة وإلا لم تكن مؤمنة.

  وأما روايتها الحديث فإن الرواية لا تدل على الأفضلية لأن الرواية إن صحت فإنما تدل على العلم والعلم بمعزل عن العمل والفضل.

  وأيضاً فإنا لا نسلم أن علمها أكثر من علم فاطمة & لأنها قد روت من الأخبار الصحيحة كثيراً ولأن ترك الرواية لا يدل على قلة العلم ولا كثرة الرواية على كثرة العلم إذاً لكانت عائشة أفضل من أبي بكر ولكان أبو هريرة وابن عمر أعلم من أمير المؤمنين علي # والحسنين @.


(١) رواه الإمام الهادي (ع) في الاحكام مع زوجته أسماء بنت النعمان وذكر قول عائشة لها ثم ذكر أيضاً زوجة أخرى وهي جوينة بنت أبي أسد، وذكر قول عائشة وحفصة لها ثم قال: فذكر أنها ماتت كمدا ¦، وروى قصة أسماء بنت النعمان وكلام عائشة لها ابن سعد في الطبقات، وروى ذلك أبو العباس الحسني (ع) في المصابيح، وروى القصة اليعقوبي في تاريخه ولم يصرح باسم عائشة بل قال: بعض نسائه، وكذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال: فقيل لها. وروى القصة الحاكم في المستدرك وذكر حفصة وعائشة وقال: قالت لها إحداهما ... ثم ذكر أنها ماتت كمدا.