شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب الهجرة)

صفحة 32 - الجزء 4

(باب الهجرة)

  اعلم أن الهجرة كما قال القاسم بن إبراهيم # أمرها عظيم كبير وفرضها في كتاب الله مكرر كثير، لا يجهله إلا جهول، ولا ينكره إلا مخذول، إلا أنه قد قطع ذكرها وأمحى عهودها وحل عقودها - تحكم الناس على الله فيها وتظاهرهم بالمخالفة لله عليها والمقام مع الظالمين في دارهم محرم حكم من الله كما ترون أول مقدم قد جرت به سنة الله قبلكم في الماضين وسار به من قد مضى قبل رسولكم من المرسلين صلى الله عليه وعليهم في الأمم الذين كانوا فيهم فكفى بهذا في وجوب الهجرة وما حرم الله من جوار الظالمين والفجرة نوراً وبرهاناً وحجة وتبياناً ... إلى آخر كلامه #.

  ووجه المناسبة بذكرها في هذا الموضع كونها من أمهات مسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكونها أصلاً من أصول الشرائع.

  وقال الإمام المهدي # في الغايات: إن هذا الباب له تعلق بأصول الدين وتعلق بعلم الفروع، فتعلقه بأصول الدين من حيث إنه كلام فيما هو سبب في الإكفار والتفسيق في الظاهر وهو الذي يوجد في الدار كما سنذكره والتكفير والتفسيق من علم الأصول.

  وتعلقه بالفروع من حيث إنه يجب علينا إجراء أحكام الكفر والفسق على من حكم الشرع بكفره أو فسقه وإجراء الأحكام في ذلك من علم الفروع.

  (وهي) أي الهجرة (لغة) أي في لغة العرب (مأخوذة من الهجر) الذي هو (نقيض الوصل) لأنها هجر الأحباب والأوطان عند مشاهدة عصيان الرحمن.

  (و) هي (شرعاً): أي في عرف أهل الشرع (الرحلة) أي الانتقال (من دار تظاهر أهلها بالعصيان) أي تعاونوا والمظاهرة المعاونة مأخوذة من جعل