شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب الهجرة)

صفحة 41 - الجزء 4

  وقد جمع الإمام # الأدلة على هذا المعنى وأوسع فيه في كتابه المسمى كتاب التحذير من الفتنة وذكر # كثيراً من أقوال الأئمة وأدلة الكتاب والسنة فليرجع إليه فإنه مما لا يسع جهله.

  قال # حاكياً ومؤكداً لاحتجاجه: (قال المنصور بالله # في) كتابه المسمى (المهذب في باب السيرة في أهل الفسق ما لفظه: ونحن لا نشك أن الضعفاء الذين لبسوهم الحرير) أي هم الذين لبسوهم الحرير (وركَّبوهم الذكور، وسقوهم الخمور، فأي عون أعظم من هذا)، وهذا تصريح منه # بأن هذا الذي وصفه من فعلهم أعظم عون لسلاطين الجور على العصيان وهم إنما أعطوهم الدراهم والدنانير.

  قال: (وقال #) - أي المنصور بالله # فيه - (في باب الهجرة ما لفظه: لأن أشد المظاهرة وأعظمها تقويتهم بالخراج) أي تقوية سلاطين الجور بالخراج، (وكونهم) أي الرعية (مستضعفين فيما بينهم) أي فيما بين سلاطين الجور (لا يخرجهم عن حكمهم) أي لا يخرج الرعية عن حكم سلاطين الجور الذين أعانوهم بالأموال أي حكمهم حكمهم في الظلم لقوله تعالى: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}⁣[النساء]، وقوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}⁣[هود: ١١٣]، والركون هو الميل اليسير فكيف بتسليم الأموال.

  وقوله ÷: «المعين للظالمين كالمعين لفرعون على موسى صلى الله عليه»⁣(⁣١) رواه الهادي # في الأحكام.


(١) رواه الإمام الهادي # في الأحكام. ذكره الإمام القاسم بن محمد # في مجموعه، والإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في مجمع الفوائد.