شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 78 - الجزء 4

  قال: معاذ الله أن ينال شيئاً من ذلك أو فعَله غير الذي شرحت لك من كلامه فقط. انتهى.

  وقال صاحب الكشاف: كان من فتنة سليمان # أنه ولد له ابن فقالت الشياطين: إن عاش لم ننفك من السَّخَرة فسبيلنا أن نقتله أو نُخَبِّله، فعلم ذلك فكان يغذوه في السحابة فما راعه إلا أن ألقي على كرسيه ميّتاً فتنبّه على خطئه في أن لم يتوكل فيه على ربه فاستغفر ربه وتاب إلى الله.

  قال: وروي عن النبي ÷ قال سليمان: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كل امرأة تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يقل: إن شاء الله. فطاف عليهن فلم تحمل إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفسي بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله أجمعون⁣(⁣١) فذلك قوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ}⁣[ص: ٣٤].

  وقال صاحب الكشاف: وهذا ونحوه مما لا بأس به، وأما ما يروى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان فالله أعلم بصحته. انتهى.

  ثم ذكر حديث الخاتم والشيطان على خلاف ما حكاه الهادي # والعمدة في مثل هذا هو الرواية عن النبي ÷ أو الثقات من أهل الكتب المتقدمة؛ لأن علم مثل هذا لا يعرف إلا بالنقل وإذا كان كذلك فرواية الهادي # أوثق من رواية صاحب الكشاف والله أعلم.

  ومن ذلك قصة يوسف # قال إبراهيم بن المحسن رحمة الله عليه: وسألته: عن قول الله سبحانه في يوسف صلى الله عليه: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}⁣[يوسف: ٢٤]، كيف كان همها به وكيف هم بها؟

  فقال # كان همها هي: هم شهوة ومراودة، وكان همه هو بها: هم طباع


(١) أجمعين (نخ). (من هامش الأصل).