شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في حقيقة النظر و) ما يجب منه وبيان (أقسامه)

صفحة 174 - الجزء 1

  وأيضاً لو كانت معرفة الله تعالى إنما وجبت لكونها لطفاً لزم أن يكون عقاب الإخلال بها أخف من عقاب الملطوف فيه وهو الواجبات العقلية لأن وجوبها إنما ثبت تبعاً لوجوب الملطوف فيه بحيث لو لم يجب الملطوف فيه لم يجب اللطف فوجوب اللطف تابع فلا يكون عقاب الإخلال به كعقاب الإخلال بالمتبوع والمعلوم أن المخل بمعرفة الله كافر، والمخل بقضاء الدين ورد الوديعة وشكر المنعم فاسق وليس بكافر، وقد زعمتم أن عقاب الكفر أعظم من عقاب الفسق.

  فإن قيل: إنكم قد زعمتم أن المخل بشكر المنعم ومرتكب الكبائر يسمى كافراً فيستوي العقاب حينئذ.

  قلنا: إن كفر النعمة بالإخلال بالشكر وفعل القبائح غير كفر الجحدان للمنعم والإلحاد فيه ولا ننكر أن عقاب الملحد والجاحد أعظم وحالهما مختلف في أحكام الدنيا والآخرة كما سيجيء إن شاء الله تعالى.

  قال #: (خلافاً للتعلُّميّة).

  قال #: وهم فرقتان من الباطنية وغيرهم وهما القرامطة والصوفية وهؤلاء هم الذين يقولون: إن النظر والاستدلال بدعة وكذا ذكره عنهم الأمير الحسين #.

  فالقرامطة يقولون: إن إمامهم يعلم ما يناسب حروف القرآن والمغيبات ضرورة ثم يعلمه الناس، والصوفية يقولون: إن شيخهم يعلم ذلك ضرورة ويعلمه الناس.

  وقال في الشامل: التعلمية طوائف من الملحدة والزنادقة.

  وقال في المعراج: التعلمية فرقة من الحشوية ويمكن أن يطلق اسم الحشوية على الباطنية فيكون الكلام متفقاً؛ لأن الحشوية ليس اسماً لفرقة معينة بل لكل من حشا في الأخبار الأقوال الباطلة ودس في الدين ما ليس منه والله أعلم.