شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 84 - الجزء 4

  هو: من اعتقد بقلبه وأقر بلسانه وعمل بجارحته فإن أخل بالأول فقط كان منافقاً، وإن أخل بالثاني كان كافراً، وإن أخل بالثالث كان فاسقاً.

  وهذا هو مذهب السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم والإيمان عندهم يزيد وينقص فمن أتى بالواجبات والمندوبات واجتنب المقبحات والمكروهات ازداد إيمانه.

  قال الناصر # في كتاب البساط: وإني لأكثر التعجب من قوم يسمعون الله سبحانه يصف في محكم كتابه الإيمان بالزيادة ويقولون هم لا يزيد.

  وقالت الفضلية والبكرية من فرق الخوارج: بل من أخل بشيء من الوجبات أو فعل شيئاً من المحرمات كفر.

  وقالت الأزارقة والصفرية: بل ما ورد فيه الوعيد من المعاصي فكفر دون ما عداه.

  قال النجري: وهو بناء على أن بعض المعاصي لا وعيد فيه وسيأتي الرد عليهم إن شاء الله تعالى. وإذا صح هذا عنهم كانوا خارجين عن هذا القول في المؤمن والله أعلم.

  القول الرابع قول (الأشعرية: بل الإيمان التصديق بالله فقط) أي من دون سائر الأعمال فهو باق على معناه اللغوي لم ينقل فعلى هذا كل من صدق بالله وبرسوله بقلبه ولم يعمل عملاً فهو مؤمن عندهم.

  القول الخامس قول (الكرامية) من المجبرة: (بل) الإيمان (الإقرار باللسان) فقط وإن لم يعمل عملاً، وظاهر قولهم إنه لا يشترط مطابقة الجنان للسان فيلزمهم أن يكون المنافق مؤمناً ولا قائل به، ويلزم ألا يكون الأخرس مؤمناً وهو معلوم البطلان.