شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 85 - الجزء 4

  القول السادس قول (الجهمية) من الجبرية (و) بشر⁣(⁣١) (المريسي) من المعتزلة: (بل) الإيمان (المعرفة فقط) من دون اعتبار تصديق ولا عمل، هكذا ذكره النجري.

  قلنا: فيلزم فيمن عرف بقلبه ولم يقر بلسانه أن يكون مؤمناً ولا قائل به.

  القول السابع قول (محمد بن شبيب) من مرجئة المعتزلة: (بل) الإيمان (الإقرار بالله تعالى ورسوله) ÷ باللسان (والمعرفة بذلك) بالجنان (وما نص عليه) أي نص الله ورسوله عليه (أو أُجْمِع عليه) أي أجمعت الأمة عليه من الأحكام الشرعية (لا ما استخرج) بالنظر واستنبط بالاجتهاد فالأعمال على هذا خارجة عن الإيمان وكذا بعض المعارف فيلزمهم أنه من عرف بقلبه وأقر بلسانه واستخف بالأنبياء وكتب الله وملائكته وهدم المساجد أن يكون مؤمناً ولا قائل به.

  القول الثامن قول (الحنفية: بل) الإيمان (الإقرار بالله) ورسوله وجميع الشرائع باللسان (والمعرفة بذلك) بالجنان (مطلقاً) أي سواء كان مما نص أو أجمع عليه أو لا، والأعمال كلها خارجة عن الإيمان.

  القول التاسع قول (الغيلانية) من مرجئة المعتزلة: (بل) الإيمان (الإقرار) باللسان (والمعرفة) بالله بالجنان و (بما جاء عن الله تعالى) من الشرائع إذا كان ذلك (مجمعاً عليه)، وأما ما اختلف فيه فليس من الإيمان وهذا القول قريب من قول محمد بن شبيب إلا أنه زاد معرفة ما نص عليه.

  والفرق بين قول الحنفية وقول ابن شبيب: أن الحنفية يعممون المعرفة بجميع


(١) بشر بن غياث بن أبي كريمة عبد الرحمن المريسي، العدوي بالولاء، أبو عبد الرحمن: فقيه معتزلي. رأس الطائفة (المريسية) وإليه نسبتها. وهو من أهل بغداد ينسب إلى (درب المريس) فيها. عاش نحو ٧٠ عاما. (الأعلام للزركلي باختصار).