شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 93 - الجزء 4

  ونحوها أي الاعتراف بالجَنَان بوجوبها (والإقرار) باللسان (بذلك) أي بالله ورسوله وما عرف من ضرورة الدين وذلك (مع عدم ارتكاب معصية الكفر) كسب الأنبياء أو قتلهم أو نحو ذلك مما يوجب الكفر على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  (ففاعل) المعصية (الكبيرة غير معصية الكفر مسلم فاسق) يستحق الخلود في النار وهو مع ذلك غير كافر كفر الجحود المخرج من الملة، وسيأتي بيان معصية الكفر ومعصية الفسق إن شاء الله تعالى.

  وهذا المعنى الثاني من معنيي الإسلام لا شك فيه وأنه يصح إطلاقه عند أهل الشرع على القاتل عمداً والزاني ونحوهما لقوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}⁣[الحجرات: ١٤]، أي أقررنا وانقدنا للإسلام ولم نمتنع بالمعارضة.

  وقوله تعالى: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}⁣[الحجرات: ١٤]، أي لم تواطئ قلوبكم ألسنتكم فيكونوا منافقين على هذا.

  ويحتمل أن يراد أي لم تعملوا أعمال الإيمان ولم تعزم عليها قلوبكم في كل حلو ومر يدل على ذلك قوله ÷: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه لا تذموا المسلمين ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من يطلب عورة أخيه المسلم هتك الله ستره وأبدى عورته ولو كان في ستر بيته» رواه الإمام المرشد بالله #.

  وفي رواية له #: «يا معشر من آمن بلسانه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته».

  ولكن يقال: هل نقله الشارع من أصل وضعه وهو الانقياد إلى هذا المعنى