كتاب المنزلة بين المنزلتين
  بالانقياد وإن أبطن الكفر ولا أنه قد قصر اسم النفاق على من أبطن الجحد وأظهر الإقرار ولا على أن اسم الكفر كذلك، ولا على أن اسم الشرك مقصور على الجحد وما ذكر من الأدلة على ذلك إنما هو استعمال في بعض الجريات دون بعض لأنها أسماء عامة بخلاف اسم الإيمان فإن الشرع قد قصره على الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات للأدلة القاطعة على ذلك.
  قال الهادي # في جواب من سأله: سألت فقلت: من أين يلزم أهل القبلة الكفر وقد سماهم الله مسلمين ومؤمنين؟
  والجواب في ذلك يطول وسنجيبك عليه إن شاء الله بجواب مختصر ... إلى قوله #: وقد ذكر البغاة من جملة من عد من أهل الكبائر ولم نجد الله سبحانه عادى إلا كافراً ولا والى إلا مؤمناً فلما أن قتلهم بحكمه ومثل فيهم سبحانه بأمره علمنا أنهم من الموالاة أبرياء وأنهم له بأحق الحقائق أعداء وأنه لن يعادي سبحانه مؤمناً تقياً، ولن يباين بالمحاربة له عبداً زكياً، فصح عندنا بإباحة الله سبحانه لدمائهم وافتراضه لما افترض على المؤمنين من جهادهم أنهم على غير ما ارتضى وأن فعلهم خلاف ما أحب وشاء ومن كان اختياره غير ما اختاره الله فليس من المؤمنين، ومن ترك فرائض الله وسعى في ضدها من حرام الله فليس من المهتدين ومن كان كذلك فهو لله من العاصين ومن عصى الله وفسق في دين الله وخالف أمره في نفسه أو غيره فلم يحكم في فعله بحكم الله ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو من الكافرين.
  إلى قوله #: ومن الحجة أيضاً في ذلك: أنا لم نجد أصل الكفر والشرك من عبادة الأوثان وعبادة الشيطان وعبادة النجوم والأنصاب وعبادة النيران والدعاء مع الله إلهاً آخر غير المعصية بل وجدنا هذه الأنواع كلها هي المعصية لله