شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 127 - الجزء 4

  وثانيهما قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٦٧}⁣[التوبة].

  قال في الغايات: وكان عمرو بن عبيد يذهب إلى مثل مقالة الحسن في الفاسق حتى ناظره واصل فرجع إلى مذهب واصل روى أنه قال له: ما حملك على القول بأن الفاسق منافق فقال عمرو: قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٤٧}⁣[المائدة]، وقال في آية أخرى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٦٧}⁣[التوبة]، فقال واصل: فقد قال تعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٢٥٤}⁣[البقرة]، فيلزمكم أن يكون الفاسق كافراً يعني كقول الخوارج، وقيل بل قال واصل: أليس عندك أن الفاسق منافق؟ قال: بلى، قال: أفليس المنافق كافراً؟ قال: بلى، قال: فقل: إن الفاسق كافر فرجع عمرو عن مقالته.

  قيل: ثم إنه قال له واصل: إن الذي أذهب إليه من أن مرتكب الكبيرة فاسق مجمع على صحته والذي تذهب إليه مختلف فيه والأخذ بالمجمع عليه هو الأحق والأصوب فقال عمرو: ما معي للحق من عداوة ولا عناد أشهد أن الحق ما قاله أبو حذيفة أشهدكم إني معتزل لمذهب الحسن، واعتزل حلقة الحسن فسموه ومن تبعه معتزلة.

  هذه إحدى الروايات في سبب التسمية وأما المناظرة فهي متفق عليها. انتهى ما ذكره في الغايات.

  وذكر الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب حقائق المعرفة أن السبب في تسميتهم معتزلة حيث اعتزلوا عن علي # منهم سعد بن أبي وقاص وعبدالله بن عمر ومحمد بن مسلمة الأنصاري وأسامة بن زيد والأحنف بن قيس وكذلك قال الفقيه علي بن سليمان الأسلمي في شرح قصيدته الدامغة قال: سميت المعتزلة معتزلة لاعتزالهم علياً وعثمان وقالوا: لا ندري أيهما على الحق، ولعله الصحيح لأنه المناسب لأقوال قدمائهم في علي #.