كتاب المنزلة بين المنزلتين
  كالبغي على الإمام مع إظهار الباغي أنه محق. انتهى.
  قال الإمام المهدي #: واعلم أن علماء الأمة مراتب وهم العترة ثم المعتزلة ثم المتكلمون من المجبرة ثم الفقهاء وكل مرتبة من هذه المراتب مفترقة.
  أما العترة فالذي عليه الهادي والقاسم وأتباعهم من أهل البيت $ كأبي طالب والسيد مانكديم والمنصور بالله أن الكفر تأويلاً كالكفر تصريحاً في الحكم والعقاب.
  قال #: وقال المؤيد بالله والإمام يحيى بن حمزة واختاره حي الصنو(١) |: إنه لا كفر إلا تصريحاً وكفر التأويل غير ثابت ولا يكفر أحد ممن أقر بالشهادتين والتزم ما تواتر أنه بعث به ÷.
  وأما المعتزلة ففريقان: الفريق الأول: القدماء منهم كأبي الهذيل وأبي القاسم وأبي علي وأبي هاشم وأتباعهم أنه ثابت كما قال قدماء أهل البيت $.
  الفريق الثاني: أبو الحسين البصري ومحمود بن الملاحمي وأبو القاسم البستي فإنهم نفوه.
  وأما المجبرة ففريقان أيضاً المحققون منهم كالأشعري والرازي والجويني وغيرهم - نفوه أيضاً فلم يكفروا المعتزلة ولا غيرهم من مخالفيهم.
  الفريق الثاني: وافقوا قدماء المعتزلة في إثباته فكفروا مخالفيهم من المعتزلة وغيرهم ولكن اختلف هؤلاء فبعضهم كفر مخالفه لأجل عقيدته، وبعضهم
(١) هو الهادي بن يحيى بن المرتضى، صنو الإمام المهدي أحمد بن يحيى. أخذ عنه: صنوه الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى. كان السيد الهادي عالماً كبيراً، وأصولياً شهيراً، عابداً، صالحاً، من عيون سادات أهل البيت، وله معرفة في العلوم تامة، وكان خطه دون خط أخيه، وكان أكبر من أخيه سناً، توفي قبل موت الإمام صلاح الدين بأيام يسيرة وذلك في سنة خمس وثمانين وسبعمائة. (طبقات الزيدية باختصار).