شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب التوبة)

صفحة 195 - الجزء 4

(فصل): في ذكر التكفير للذنوب

  قال #: (واكتساب الحسنات من المؤمنين) بفعل الطاعات من الواجبات والمندوبات (وآلامهم) أي آلام المؤمنين (النازلة) بهم في الدنيا والغموم ونحوها (تكفر الذنوب) أي ذنوب المؤمنين اتفاقاً بين المسلمين (لقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}) [هود: ١١٤].

  قال #: المراد أن الحسنات يذهبن السيئات مع التوبة وذلك أن الحسنات تكون سبباً في التوبة لأن الطاعات سبب في تنوير القلب والتوفيق فتكون سبباً في التوبة.

  أو المراد أن الحسنات لطف في تجنب السيئات لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}⁣[العنكبوت: ٤٥].

  (و) كذا (قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}) [النساء: ٣١]، قال #: المراد تكفير السيئات باجتناب الكبائر بالتوبة كما سبق ذكره عنه # ومثله ذكر عباد بن المعتمر.

  وقد ذكرنا من تفسير هذه الآية ما ذكره المرتضى # في الإيضاح في جواب مسائل الطبريين.

  وقيل: بل المراد في الآية الأولى والثانية أن الحسنات يذهبن السيئات أي الصغائر الغير المحبطة للحسنات فإنها تسقط باجتناب الكبائر وفي جنب الطاعات بغير توبة وهذا هو قول البصرية ومن وافقهم وهو قول الجمهور.

  وقال الناصر # في كتاب البساط في معنى هذه الآية فتكفيرها بسترها وتمحيصها في الدنيا بالمصائب فمصائب المؤمنين تمحيص لصغائر ذنوبهم ومصائب الكافرين محق لهم، قال جل ذكره: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ١٤١}⁣[آل عمران]، انتهى، ومثل هذا ذكره الإمام # فيما سيأتي