شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب التوبة)

صفحة 196 - الجزء 4

  إن شاء الله تعالى.

  قال #: (ولقوله ÷: «من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المؤمن»)⁣(⁣١).

  (وقوله ÷: «من وعك ليلة كفر الله عنه ذنوب سنة» ونحو ذلك مما تواتر معنىً) أي تواتر معناه من الأحاديث الدالة على أن الحسنات والآلام مكفرة للسيئات (كما مر) في فصل الآلام.

  (و) إذا أسقطت الحسنات السيئات فإنه (لا يسقط من ثواب الحسنات) التي كفرت السيئات (بقدر ما أسقطت من الذنوب⁣(⁣٢)) بل يبقى ثواب الحسنات كاملاً كما قد مر الإشارة إليه خلافاً لأهل الموازنة.

  (ولا يسقط) أيضاً (من ثواب التوبة بقدر) ما أسقطت من عقاب (المعصية خلافاً للمهدي) أحمد بن يحيى (# وغيره) وهم البهشمية ومن وافقهم على القول بالموازنة هكذا ذكره الإمام # عنهم أعني أن خلافهم في المسألتين معاً.

  ولعله يريد # ما ذكره الإمام المهدي # في رياضة الأفهام: بقوله مسألة: أبو هاشم والتائب ليس كمن لم يفعل ذنباً لقوله بالموازنة.

  أبو علي: بل كمن لم يفعل لإبطال التوبة حكم المعصية فيكون كالمجتنب لكل معصية فيكتب له في كل معصية تاب منها ثواب ككل معصية اجتنبها.

  قلنا: إذاً لاستوى من كفر مائة سنة ومن كفر لحظة ثم تاب ولكان أكثر ثواباً


(١) رواه الإمام الهادي # في الأحكام بلفظ: «إن من أوجب المغفرة ..»، ورواه بهذا اللفظ أبو طالب # في الأمالي، والمرشد بالله # في الأمالي، ورواه الطبراني في الكبير والأوسط، والشهاب القضاعي في مسنده، وأبو نعيم في الحلية، والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق.

(٢) الصغائر. (نخ). اهـ (من هامش الأصل).