شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر الصور

صفحة 260 - الجزء 4

  (و) كذلك (الصوف) فإنه (جمع صوفة، والعطب جمع عطبة، والقطن جمع قطنة، والبسر جمع بسرة) ونحو ذلك مما ميز واحده بالتاء وهو كثير.

  (وعلى الجملة إن محققي علماء العربية أجمعوا على أن ذلك قياس) أي جمع وارد على قياس مطرد في لغة العرب (فيما عدا صنعة البشر من نحو برمة) المصنوعة للبشر فإن ذلك ليس بقياسٍ جمعه على فُعْل بضم الفاء وسكون العين بل قد يجيء فيه ذلك سماعاً.

  واعلم أن الذي حكاه نجم الدين في شرحه عن الفراء أن كل ما له واحد من تركيبه سواء كان اسم الجمع كباقر وركب أو اسم الجنس كتمر وروم فهو جمع وإلا فلا، فنحو إبل عنده مفرد.

  وأما اسم الجنس الذي ليس له واحد من لفظه فليس بجمع اتفاقاً نحو خل وتراب لم يجيء لها فرد متميز بالتاء عن غيره كالتفاح والتمر.

  قال: وعند الأخفش جميع أسماء الجموع إذا كان لها آحاد من تركيبها كحامل وباقر وركب جُمِع خلافاً لسيبويه فقال هي اسم جمع وليس بجمع، والفرق بين اسم الجمع واسم الجنس مع اشتراكهما أنهما ليسا على أوزان جموع التكسير لا الخاصة بالجمع كأَفْعِلَة وأفعال ولا المشهورة فيه كفِعْلَة نحو نسوة أن اسم الجمع لا يقع على الواحد والاثنين بخلاف اسم الجنس.

  والفرق بين واحد اسم الجنس وبين الجنس فيما له واحد متميز إما بالتاء نحو تمرة وتمر أو بالياء نحو رومي وروم، بخلاف اسم الجمع.

  إذا عرفت ذلك فاعلم أن بسرة وبسر وقطنة وقطن مما تميز واحده بالتاء اسم جنس وكذلك رومي وروم وهو جمع عند الفراء وما كان لا يميز واحده بالتاء ولا الياء ولا يطلق إلا على الثلاثة فصاعداً وليس له واحد من تركيبه كرهط وركب وحامل وباقر على الصحيح فهو اسم جمع خلافاً للفراء في حامل وباقر