(فصل) في ذكر الصور
  وركب، وما كان له واحد من تركيبه وهو لا يطلق إلا على ثلاثة فصاعداً فهو جمع اتفاقاً كرجال وعبيد، وما كان يطلق على القليل والكثير ولا يميز واحده بالتاء ولا الياء كخل وتراب فهو جنس وليس بجمع اتفاقاً فعلى هذا يحمل أن يكون صور جمع صورة وهو من الجمع الحقيقي وأصله صور بفتح الواو فسكنت للتخفيف أو يكون من جمع الجمع كما أشار إليه الهادي # أو يكون اسم جمع كركب لأنه لم يثبت أن الصور بسكون الواو يطلق على الصورة والصورتين بخلاف البسر والقطن.
  وأما النقب في قول الشاعر فالأظهر أنه سكن القاف فيه لضرورة الشعر وأصله نقَب بفتح القاف، والله أعلم.
  (وقيل بل الصور) الذي ذكره الله في القرآن (مجاز) عن صوت عبر الله سبحانه وتعالى عن ذلك الصوت الذي يحدثه تعالى لإفزاع الخلائق أو إماتتهم أو إحيائهم بالنفخ في القرن وليس المراد جمع الصور ولا القرن حقيقة ذكر ذلك الإمام أحمد بن سليمان # قال لقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ...} الآية [طه: ١٠٨]، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ٦ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ٧ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ٨}[القمر]، وقوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ٤١ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ٤٢}[ق]، قال #: فصح أنه صوت.
  وقالت (الحشوية وغيرهم: بل) الصور (قرن) كهيئة البوق (قد التقمه إسرافيل #) فهو باق على معناه اللغوي.
  وقال الإمام المهدي #: قال في تفسير الثعلبي: هو قرن ينفخ فيه.
  قال: وقال مجاهد: الصور كهيئة البوق.