(باب): [في ذكر القيامة]
  «أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بماذا عمل على ظهرها تقول: عمل كذا يوم كذا وكذا».
  وقوله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ٥}[الزلزلة]، يقول: أذن لها أن تخبر بما عليها.
  وفي الحديث عنه ÷: «حافظوا على الوضوء وخير أعمالكم الصلاة وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم وليس أحد يعمل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به».
  وقال الإمام العالم الكبير القاسم بن إبراهيم $ في تفسيره ما لفظه: يقول الإنسان والإنسان كل الناس كلهم عندما يرون من زلزالها وإخراجها لما كان فيها من أثقالها: ما للأرض وما شأنها؟ فتحدث الأرض حينئذ بخبرها أعيانها بأن الله سبحانه قد أوحى لها فقطع مدتها وأجلها فحان فناؤها وانقطع بقاؤها فيومئذ يصدر الناس أشتاتاً. انتهى.
  ومثله ذكر الحسين بن القاسم # في تفسيره، وهذا خلاف ما ذكره الإمام المهدي #.
  الحالة التاسعة: تغير الوجوه وعليه قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}[آل عمران: ١٠٦]، وغير ذلك.
  الحالة العاشرة: الانتصاف والمعاوضة: ولا شك في وقوعها وعليها من القرآن قوله تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}[الحج: ٥٦]، وقوله تعالى: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ}[الزمر: ٦٩]، وغير ذلك.
  وعنه ÷: «لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وقِبَله لأحد من أهل النار مظلمة حتى اقتصها منه، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وقبله لأحد من أهل الجنة مظلمة حتى اقتصها منه».