شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الحساب

صفحة 280 - الجزء 4

  إنساناً وهو مهزول ثم يسمن أو العكس بل تزول بعض أطرافه فلا يتغير حاله في المدح والذم والمطالبة بالدين مثلاً والاقتصاص منه ونحو ذلك. كذا ذكره النجري عن أبي هاشم.

  (قلنا) رداً على أبي هاشم: (يلزم) من قولك (أن يكون) الحي المعاد (بلا يدين ولا رجلين لأنه يصح أن يكون) الحي (حياً من دونها وقد ثبت أن الله تعالى) يخلقها لهم في الآخرة لأنه جل وعلا (يقول: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ...} الآية) [النور: ٢٤]، تمامها: ({وَأَيْدِيهِمْ(⁣١)) وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٤}⁣[النور].

  وقال (أبو علي) وأبو القاسم البلخي: (بل) تعاد (جميع الأجزاء) التي كان الحي عليها وقت الطاعة أو المعصية لأنها بمجموعها هي المستحقة للثواب والعقاب حتى قال أبو القاسم: لو قطعت يده وهو مؤمن ثم كفر فلا بد أن يخلق الله من يده حيواناً يدخله الجنة، وكذلك العكس.

  (قلنا: لا دليل على) ذلك ولا على إعادة (الفضلات) كاليد الزائدة والأصبع الزائدة وكذلك زيادة اللحم والسمن على قدر الحاجة والله أعلم.

(فصل): في ذكر الحساب

  وهو الحالة الحادية عشرة، قال #: (والحساب) للعباد الذي ذكره الله سبحانه في كتابه، وجه حسنه أنه (يحصل به تعجيل مسرة للسعيد بنشر الحسنات) أي الطاعات التي عملها في دار الدنيا (و) يحصل به (تعجيل عقوبة) من الله سبحانه (بالحسرة والندامة للشقي بكشف السيئات) التي عملها في الدنيا (مع) ما في ذلك من (إظهار عدل الله تعالى) وحكمته


(١) قوله: (وأيديهم) مذكور في المتن قبل قوله: الآية.