شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الحساب

صفحة 287 - الجزء 4

  تجريداً فقد اجتمع في هذا البيت التجريد والترشيح (فيوافق) ما رووه من ذكر الميزان وصفته (حينئذ) أي حين إذ تأولناه على ما ذكرنا من التأويل (ما ذكرنا من الأدلة) الدالة على ما ذهبنا إليه من أن المراد بالميزان هو إقامة العدل والإنصاف لا غير.

[معنى الصراط]

  وأما الصراط المذكور في القرآن أيضاً فقد أوضح معناه # بقوله: (والصراط في الدنيا) أي حيث كان المراد به معناه في الدنيا كقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}⁣[الفاتحة]، وقوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ}⁣[الأنعام: ١٥٣]، ونحو ذلك و (هو) بهذا المعنى مجاز عبر به عن (دين الله الذي جاء به رسول الله ÷ إجماعاً) بين الأمة، ومعناه لغة الطريق قال الهذلي:

  أكِرُّ على الحروريين مُهري ... وأحملهم على وضح الصراط

  واشتقاقه من سرط الشيء إذا ابتلعه لأنه يسرط السابلة إذا سلكوه كما سمي لقَماً لأنه يلتقمهم وتقلب السين صاداً لأجل الطاء كقولهم: مصيطر، وقد تقلب السين أيضاً زاياً فيقال: زراط.

  وأما حيث كان المراد بالصراط في الآخرة فالمراد به الطريق حقيقة كما قال تعالى: {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ٢٣}⁣[الصافات].

  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (# وغيره) من الأئمة وغيرهم: الصراط في الدنيا دين الله، (و) أما (في الآخرة) الذي جاءت السنة بذكره فيها فهو (جسر على جهنم) يمر عليه أهل الجنة وأهل النار فيسلم أهل الجنة ويتهافت في النار أهل النار.

  قالوا: وهو أدق من الشعرة وأحد من السيف، قالوا: وهو المراد بقوله تعالى: