شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 289 - الجزء 4

  إلى قوله تعالى: {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}) [الزمر: ٧٢]، في أنه (نص صريح في أنهم) أي أهل النار (لم يمشوا على جسر فوقها) أي فوق النار، وإنما يدخلونها من أبوابها، وكذلك قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ٤٤}⁣[الحجر].

  (وأيضاً ما قالوا) من إثبات الجسر الموصوف بما ذكروه (يستلزم تكليف المؤمنين في الآخرة) بالمرور عليه مع خطره وهَوْلِهِ (والإجماع) من الأمة منعقد (على أن لا تكليف فيها) لأنها دار جزاء لا دار تكليف وعمل.

  (قيل: ويلزمنا) حيث جعلنا المرور على الجسر المذكور تكليفاً أن يكون الوقوف في المحشر تكليفاً أيضاً فيكون (التكليف بالوقوف في المحشر كـ) ـالتكليف بـ (ـالوقوف بعرفة و) يكون (المرور إلى الجنة) تكليفاً أيضاً (كـ) ـالتكليف بـ (ـالمرور إلى الحج) من غير فرق بين المرور على الجسر والمرور إلى الحج والوقوف في المحشر والوقوف بعرفة.

  (قلنا) في جواب هذا: (لا سواء) بين المرورين ولا بين الوقوفين وذلك (لأن الوقوف في المحشر لا مشقة فيه على المؤمنين) وإن كان فيه مشقة على العاصين فليس تكليفاً أيضاً (لأنه تعجيل جزاء للمكلفين) والجزاء معلوم ضرورة أنه ليس بتكليف كما مر ذكره بل هو تعجيل بعض الثواب أو بعض العقاب.

  (وكذلك) أي ومثل وقوف المؤمنين في المحشر لا مشقة فيه (مرورهم إلى الجنة) أيضاً لا مشقة فيه (لسرورهم) به (وشوقهم إليها بخلاف المرور على جسر جهنم فهو مشقة لا أعظم منها لأنكم تزعمون) أيها المثبتون