(باب): [في ذكر القيامة]
  خوف ولا حزن على المؤمنين) لما قد بشرتهم به الملائكة من السرور والنعيم والحبور (لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ٣٠}) [فصلت].
  وقال الإمام الحسين بن القاسم العياني # في تفسيرها: يقول ø: إنا إذا نزعنا من كل شيعة أيهم أشد(١) عتياً لم نذر منكم يا من بقي من الأوباش والسفل أحداً إلا وردها فلا تحسبوا أنا إذا عذبنا المتكبرين تركنا الهمج من النار وعذابها ولا تطمعوا أيها الضعفاء أن تسلموا من جهنم ولهبها بل نعذبكم جميعاً ونخلدكم فيها وتكونون لكفركم من حطبها.
  قال #: ومعنى قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} أي وننجي الذين آمنوا ولكن «ثم» تقوم مقام «الواو»؛ لأنهما من حروف العطف والنسق.
  قال: وقيل: إن تفسير الآية: وإن منكم إلا واردها: إن الورود ورودان ورود بالأبدان وورود بالأعيان، فأما الفاسقون فيردون بأبدانهم، وأما المؤمنون فيردون بأعيانهم لينظروا ما نزل بأعدائهم وليشكروا الله على السلامة من الهول الذي نجوا منه بأعمالهم.
  قال: والقول الأول أحسنهما، وكلاهما حسن.
  وقال الإمام أبو الفتح الديلمي في تفسيرها: وورودها هو النظر إليها من بعيد كما يقال: وردنا البلد إذا نظرناه كقول زهير:
  ولما وردن الماء زرقاً جَمَامُه ... وضعن عصي الحاضر المتحيم
  قلت: وهذا لا يناقض قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى
(١) في (ب): أشدهم.