شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب): [في ذكر القيامة]

صفحة 292 - الجزء 4

  أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ١٠١ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ١٠٢}⁣[الأنبياء]، لأنها في حال ورودهم إياها بعيدة عنهم لا يسمعون لها حسيساً ثم وإن سمعوا لها حسيساً في هذه الحال فهم لا يسمعونه في سائر الأحوال مع أنهم يفرحون به ويسترون ويتلذذون لما كان واقعاً بأعدائهم من الكافرين والفاسقين وهم آمنون مستبشرون لما مر.

  (وقوله تعالى: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ٨٩}) [النمل]، {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}⁣[الأنبياء: ١٠٣].

  (قالوا: قد روي عنه ÷ أنه قال: «يُمد الصراط فيكون أول من يمر به أنا وأمتي والملائكة بجنبيه أكثرهم يقول سلم سلم ...» الخبر)، وتمامه: «وإن عليه لكلاليب وحسكاً ثقالاً يقال لها السعدان تنبت بنجد وأنه لدحض مزلة فيمرون عليه كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والرجال فناج مسلّم ومخدوش مكلم ومكدوش في النار» ... إلى آخره.

  (قلنا: لا ثقة براويه، وإن سُلِّم) أن راويه ثقة (فمعارض) أي فهو معارض (بأقوى منه) أي بخبر أقوى منه متناً ورواية (وهو قوله ÷ لعلي كرم الله وجهه: «يا علي إن المؤمنين إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق عليها رحائل الذهب يستوون عليها فتطير بهم إلى باب الجنة ... الخبر بطوله») وهو قوله: «فإذا حلقة من ياقوت على صفائح الباب وإذا عند الباب شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحدى العينين فلما بلغ الشراب إلى الصدر أخرج الله ما في صدورهم من الغل والحسد والبغي وذلك قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا}⁣[الحجر: ٤٧]، فلما انتهى إلى البطن طهره الله من دنس الدنيا وقذرها وذلك قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ٢١}⁣[الإنسان]، ثم اغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم