شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الحساب

صفحة 307 - الجزء 4

  مؤمنين في دار ثواب المتقين»⁣(⁣١).

  قال #: وذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أن الزوجية تنقطع بينهما واستدل بما روي عن النبي ÷ أنه قال: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي»⁣(⁣٢) قال: وهذا محمول عندنا على الشفاعة دون الزوجية.

  وقول الله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ١٠١}⁣[المؤمنون]، المراد به أنه لا ينفع النسب يوم القيامة، وقوله: {وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ١٠١} المراد به كل إنسان مشغول بنفسه في الموقف ويوم الحساب قال الله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ٣٤ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ٣٦ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ٣٧}⁣[عبس].

  فأما في الجنة فإنهم يتساءلون قال: قال الله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ٢٥ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ٢٦ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ٢٧ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ٢٨}⁣[الطور].

  وكذلك أيضاًأهل النار يتساءلون في النار: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ٢٨ قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ٢٩ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ


(١) رواه الإمام الهادي # في مسائل الرازي، وكذلك في جواب النباعي ضمن مجموعه الشريف.

(٢) رواه الإمام المؤيد بالله (ع) في شرح التجريد، والإمام أبو طالب (ع) في الأمالي، والإمام عبد الله بن حمزه (ع) في الشافي، ورواه الإمام الحسن في أنوار اليقين، ورواه عبد الرزاق في مصنفه عن عمر، والطبراني في الكبير عن ابن عباس وعن عمر وعن المسور بن مخرمة، وفي الأوسط عن ابن الزبير وعن عمر، والبيهقي في سننه عن عمر، وأبو نعيم في المعرفة، وفي الحلية عن عمر، وسعيد بن منصور في سننه عن عمر، والحاكم في المستدرك عن عمر وقال: صحيح الإسناد، وأحمد بن حنبل في مسنده عن المسور بن مخرمة، والبزار في مسنده عن عمر، والضياء في المختارة عن عمر، وابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن عمر، والمحب الطبري في ذخائر العقبى عن ابن عباس وعن عمر وغيرهم.