[بعض ما ورد في أعيان العترة $ وما لحقهم من الأمة]
  وبقي وحده يقاتل حتى ضربه رجل على ذقنه فسقطت لحيته على صدره فرفعها بيده وشدها ثم رمي بنشابة في صدره وحملوا عليه من كل جانب فقتلوه رضوان الله عليه ولعنة الله عليهم.
  وقد قتل من جنود الظالمين اثني عشر رجلاً وقيل سبعة عشر رجلاً، والذي تولى الإجهاز عليه حميد بن قحطبة وحمل رأسه إلى أبي الدوانيق، واستوهبت زينب أخته جثته فدفن في موضعه المعروف ومشهده # مشهور مزور.
  (وفي الحسين بن علي) بن الحسن بن الحسن بن الحسن المثلث بن علي بن أبي طالب $ وهو (صاحب فخ) # وفخ وادي موضع بالقرب من مكة. (عنه ÷ أنه انتهى إلى فخ فصلى بأصحابه) في ذلك الموضع (صلاة الجنازة ثم قال: «يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تنزل عليهم الملائكة بأكفان وحنوط من الجنة تسبق أرواحهم أجسادهم ..»(١) الخبر ونحوه).
  قال في المصابيح: أخبرنا أبو العباس بإسناده عن رجالة عن عبدالله بن نمير رفع الحديث إلى النبي ÷ أنه انتهى إلى موضع «فخ» فنزل عن راحلته فأمر أصحابه فصفوا خلفه فصلى بهم صلاة الجنازة فسألوه عن ذلك فقال: «يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصبة من المؤمنين لم يسبقهم أهل بدر»(٢).
  وفيها بإسناده إلى يعقوب بن أبي نصر بن أوس قال: أكريت جعفر بن محمد # من المدينة إلى مكة فلما ارتحلنا من بطن مر قال لي: يا أبا نصر إذا انتهينا إلى فخ فأعلمني؟ قال: قلت: أوليس تعرفه؟ قال: بلى، ولكن أخشى أن تغلبني عيني.
(١) رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) في الشافي، ورواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين عن رسول الله ÷، ورواية أخرى عن جعفر الصادق #.
(٢) رواه أبو العباس الحسني (ع) في المصابيح.