شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بعض ما ورد في أعيان العترة $ وما لحقهم من الأمة]

صفحة 336 - الجزء 4

  فلما انتهينا إلى فخ دنوت من المحمل فإذا هو نائم فتنحنحت فلم ينتبه فحركت المحمل فانتبه فجلس، فقلت: قد بلغت، فقال: حل محملي، فحللته، ثم قال: حل القطار، قال: فنحيت به عن الجادة وأنخت بعيره، فقال: ناولني الإداوة والركوة، قال: فتوضأ للصلاة وأقبل ثم دعا ثم ركب فقلت: جعلت فداك رأيتك صنعت شيئاً أفهو من المناسك؟ قال: لا ولكن يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي تسبق أرواحهم أجسادهم الجنة⁣(⁣١).

  وقال في كتاب ينابيع النصيحة: وذكر من فضلهم أشياء لم يحفظها الراوي وعن الباقر # أنه قال: مر النبي ÷ بفخ فنزل به فصلى ركعتين فبينا هو في الركعة الثانية إذ بكى وهو في صلاته فلما رآه الناس يبكي بكوا فلما انصرف قال: «ما يبكيكم؟» قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله.

  قال: «نزل علي جبريل لما صليت الركعة الأولى فقال لي: يا محمد إن رجلاً من ولدك يقتل في هذا المكان أجر الشهيد معه أجر شهيدين»⁣(⁣٢) إلى غير ذلك من الأحاديث.

  وكانت وقعة فخ في يوم التروية وذلك أنه # قام بالمدينة في أيام موسى⁣(⁣٣)


(١) رواه في كتاب المصابيح، ورواه الإمام المنصور بالله (ع) في الشافي، ورواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين، ورواه المجلسي في بحار الأنوار.

(٢) رواه الأمير الحسين (ع) في ينابيع النصيحة، ورواه الإمام أبو طالب (ع) في الإفادة، ورواه المنصور بالله # في الشافي، ورواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بإسناده عن محمد بن علي الباقر #، ورواه المجلسي في بحار الأنوار نقلاً عن المقاتل.

(٣) موسى بن محمد بن أبي جعفر المنصور: بويع له بالخلافة يوم مات أبوه بموجب عهد تقدم به أبوه، وتوفي ليلة الجمعة لأربع عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة ١٧٩ هـ، وكان جبارا عنيدا فظا غليظا غيوراً حسودا، قلَّ من يسلم سطوته من جلسائه إلا من عرف غرضه وتوخى أمره، وممن قتل في أيامه الحسين بن علي الفخي (ع) في يوم التروية، وكذا سليمان بن عبدالله بن الحسن =