شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بعض ما ورد في أعيان العترة $ وما لحقهم من الأمة]

صفحة 337 - الجزء 4

  الملقب بالهادي العباسي يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة وقد بايعه ثلاثون ألفاً من أهل الأديان وكان موسى بن جعفر الصادق # ممن بايعه ذكر ذلك الديلمي |.

  فخرج من المدينة واستخلف عليها وخرج قاصداً إلى مكة فيمن معه من أهله ومواليه وهم زهاء ثلاث مائة وبضع عشرة، فلما قربوا من مكة وصاروا بفخ تلقتهم جيوش المسودة فعرض عليهم العباس بن محمد الأمان فأبى فاقتتلوا قتالاً شديداً وأحاط بهم المسودة من كل جانب ودارت رحا الموت وجعلوا يصيحون: يا حسين لك الأمان، فقال: الأمان أريد الأمان أريد، يريد من عذاب الله عزو جل، وأشبُلُ أهل بيته وأصحابه حوله كأنهم الليوث فلما اشتد الأمر كمن بعض جند المسودة واستطرد لهم بعضهم فلما ركبوا المستطردين وانفصلوا من الشعب عطف عليهم الذين كمنوا من خلفهم في بطن الوادي وقد أصيب الحسين # بطعنة عظيمة وصوائب كثيرة وصار يقاتل والدم لا يرقأ فقال له بعض أصحابه: لو تنحيت لما قد صار فيك، فقال #: رويت عن جدي رسول الله ÷ أنه قال: «إن الله يبغض العبد يستأسر إلا من جراحة مثخنة» فرماه حماد التركي بنشابة فصرع وصرع أهل بيته وأصحابه، وما نجا منهم إلا من خرج من بين القتلى لما جن عليهم الليل كيحيى بن عبدالله وأخيه إدريس في جماعة يزيدون على العشرة وهو وأصحابه محرمون.


= (ع)، والحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن، وعبدالله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن في معركة فخ، وفيها حزت رؤوس القتلى وجيء بها إلى موسى الهادي في العراق، وجيء إليه بالأسرى فأمر بضرب أعناقهم ثم صلب نفراً منهم، وكانت رؤوس القتلى التي حزت مائة ونيفا، فيها رؤوس الحسين الفخي وسليمان بن عبدالله (ع). (شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان باختصار).