شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر المؤثر وما اصطلح على تأثيره وهو غير مؤثر

صفحة 232 - الجزء 1

  حر الشمس والنار وقد يتزايد هذا الداعي فلا يختص العقلاء كإلهام الحيوان إلى منافعه ودفع الضرر عنه.

  (والثاني) أي: الحكمي (العلم) أي: علم العالم (أو الظن) أي: ظنه (بحسن الفعل من غير نظر إلى نفع النفس، أو دفع الضرر عنها) وذلك (كمكارم الأخلاق) كإكرام الضيف وحسن الجوار وإفشاء السلام والإحسان وفك العاني.

  (و) الثالث مما يجري مجرى المؤثر: (المقتضي) وهو: (الصفة الأخص) أي: التي تختص بالذات كالجوهرية في الجوهر فإنها مختصة به مقتضية للتحيز وهذه الصفة الأخص هي (المؤثرة تأثير العلة) أي: مثل تأثير العلة؛ إذ هي جارية مجراها، (الْمُشْتَرَطُ فيها شرطُها) وهو مقارنة ما أوجبته، (وكذلك شرط ما أوجبته) وهو أن لا يتخلف عنها وهذا معنى ما ذكروه من تفسير المقتضي حيث قالوا: «هو صفة تقتضي صفة أخرى يرجعان إلى ذات واحدة» كالتحيز فإنه مقتضى عن الجوهرية، والمدركية مقتضاة عن الحيية وهما لذات واحدة وقد تقدم ذكر ذلك.

  وإنما أخر # المقتضي وهو عندهم المقدم؛ لكونه جارياً مجرى العلة في إيجاب التأثير على ما عرفت؛ لأنه إنما أثبته بعض المعتزلة وهم البهشمية فعلى هذا أن المقتضي وهو الصفة الأخص لكل ذات أي: الصفة المختصة بالذات والمقتضاة عنها كالجوهرية في الجوهر وهو الجسم، والعرضية في العرض والصفة التي زعموها في ذات الباري تعالى المختصة بذاته التي زعموا أنها لا شيء ولا لا شيء، وهذه الصفة الأخص عندهم تقتضي سائر الصفات، فالجوهرية في الجسم تقتضي التحيز وغيره من صفات الجسم والعرضية في العرض تقتضي كونه حالاً في غيره وغير ذلك.

  وصفة الله سبحانه وتعالى عن ذلك تقتضي سائر صفاته الذاتية.

  ولما توغلوا في هذا التفكر والتوهم في الجسم والعرض مع بطلانه وعدم