شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر حقيقة الحد

صفحة 246 - الجزء 1

  والأتو بفتح الهمزة: الزبد يقال للسقاء إذا مخض وجاء الزبد: جاء أتوه، ولفلان أتوٌ أي: عطاء، ويقال: ما أحسن أتو يدي هذه الناقة، وأتي أيضاً: أي: رجع يديها في السير والإيتاء الإعطاء.

  والكرب الحبل الذي يشد في وسط العراقي ثم يثنى ثم يثلث ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الحبل الكبير والعرقوتان العودان المعروضان في رأس الدلو ذكر هذا كله في الصحاح.

(فصل): في ذكر حقيقة الحد

  (والحد لغة): أي: في لغة العرب: (طرف الشيء)، يقال: هذا حد كذا أي: طرفه (وشفرة نحو السيف) أي: السيف ونحوه، وشفرة السيف حده، والشفرة بالفتح السكين العظيم وفي المثل أصغر القوم شفرتهم أي: خادمهم.

  (و) بمعنى (المنع) يقال: حده أي: منعه، ومنه سمّيَ الحاجب حداداً قال الفرزدق⁣(⁣١):

  يقول لي الحداد وهو يقودني ... إلى السجن لا تجزع فما بك من بأس

  وقال النابغة⁣(⁣٢):


(١) همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس، الشهير بالفرزدق: شاعر، من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة، يشبه بزهير بن أبي سلمى. وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين. وهو صاحب الاخبار مع جرير والاخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. (الأعلام للزركلي باختصار). وفي جواهر الأدب: كان فيه تشيّع يستره أيام اختلافه إلى بني أمية، ثم كاشف به آخر حياته حتى أمام هشام عندما رأى الناس تفسح طريق الطواف بالكعبة مهابة وإجلالاً لعلي بن الحسين فسأله عنه كالمتجأهل لأمره، فشق ذلك على الفرزدق وأنشد قصيدته الميمية يعرّف بعلي وينكر على هشام تجاهله، فحبسه هشام ثم أطلقه. وعاش الفرزدق قريباً من مائة سنة ومات بالبصرة سنة ١١٠ هـ. (باختصار).

(٢) زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة: شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. من أهل الحجاز. كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. (الأعلام للزركلي باختصار).