شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر حقيقة الحد

صفحة 257 - الجزء 1

  والله شيء تشبيه؛ لما فصَّلناه من معنى المشيِّئ والمشيَّأ.

  وقال الهادي #: نريد بقولنا: شيء إثبات الموجود ونفي العدم المفقود؛ لأن الإثبات أن نقول: شيء، والعدم أن لا نثبت شيئاً لأن من أثبت شيئاً فقد أثبت صانعاً مدبراً ومن لم يثبت شيئاً كان في أمره ذلك متحيراً ودخل عليه ضد الإقرار وهو النفي والشك والإنكار.

  إلى قوله: وفيما قلنا به ما يقول الله الواحد الأعلى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}⁣[الأنعام: ١٩].

  إلى قوله: فذكر سبحانه وتعالى عما يصف المبطلون ويقول عليه به الملحدون أنه شيء موجود لا يذكر ولا يوصف بحد من الحدود.

  وقال الحسين بن القاسم # فيما حكاه عنه السيد حميدان $ في مجموعه: فإن قال: فما هو؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: مسألتك تحتمل ثلاثة أوجه: إما أن تكون سألت عن اسمه، وإما أن تكون سألت عن صفته، وإما أن تكون سألت عن ذاته؟

  فإن كنت سألت عن اسمه فهو الله الرحمن الرحيم.

  وإن كنت سألت عن صفته فهو الواحد القديم الحي القدير العليم.

  وإن كنت سألت عن ذاته فهو الذي ليس كمثله شيء.

  وقال الهادي # في مثل ذلك ما لفظه: قيل له لِعَجز حواسك وعقلك عن درك معبودك بالتحديد صح له سبحانه ما أنكرت من التوحيد؛ لأن عقلك وحواسك أدوات مجعولات مركبات على درك المخلوقات مثلهن المصورات بالخلق كتصويرهن.

  وأما ما لم يكن لها مشابهاً ولا لمعانيهن مشاكلاً، وكان عن ذلك متعالياً، ولم يكن له حد ينال، ولا شبه يضرب له فيه الأمثال، فلا يدرك بهن ولا تدرك معرفته سبحانه بشيء منهن إلا بما دل به على نفسه من أنه هو وأنه القائم