شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر حقيقة الحد

صفحة 258 - الجزء 1

  بذاته فلما صح عند ذوي العقول والتبيان وثبت في عقول كل ذي فهم وبيان أن الحواس المخلوقة والألباب المجعولة لا تقع إلا على مثلها ولا تلحق إلا بشكلها، ولا تحد إلا نظيرها صحت له لما عجزت عن درك تحديده الوحدانية وثبت للممتنع عليها من ذلك الربوبية؛ لأنه مخالف لها في كل معانيها بائن عنها في كل أسبابها، ولو شاكلها في سبب من الأسباب لوقع عليه ما يقع عليها من درك الألباب.

  وقال # في تفسير معنى الحي: «قيل له الحي يخرج على ثلاثة وجوه، فمنهن المتحرك من ذوي الحواس المفهومة من الملائكة والجن والإنس وغير ذلك من الخلائق المعلومة وغير المعلومة ذوات الأرواح الجائلة.

  إلى قوله: والمعنى الثاني: فما يحييه وينشئه بجميع ما يذرأ ويُخرِج للعباد بالماء المبارك في الأرض ذات المهاد من النخيل الصنوان وغير الصنوان.

  إلى قوله: والمعنى الثالث فهو الذي لا يجوز غيره في الله ذي السلطان وذي الجبروت والرأفة والإحسان، وهو أن معنى الحي هو الذي يجوز منه الفعل والتدبير وذلك فهو الله الحي الدائم اللطيف الخبير. انتهى.

  وإلى هاهنا انتهى بنا شرح ما أراد الإمام # ذكره من المقدمة، ونشرع الآن في المقصود من الكتاب بمن الله وتوفيقه وتيسيره وتسديده.

  القسم الأول: قال #: