[القسم الأول] (كتاب التوحيد)
[القسم الأول] (كتاب التوحيد)
  أي (التوحيد) لله سبحانه والإفراد له تعالى بما يختص به من الصفات الإلهية ونفي التشبيه له.
  واعلم أن التوحيد في حق الله تعالى بالنظر إلى وضع اللغة ليس إلا نفي الثاني لكنه قد صار بالاصطلاح موضوعاً للعلم بالله سبحانه وتعالى، وصفاته الذاتية والفعلية، وما يحق له تعالى من الأسماء والصفات الحسنى، وما يستحيل عليه، ونحو ذلك.
  والكتاب: مصدر، المراد به هنا المكتوب كاللفظ بمعنى الملفوظ، واشتقاقه من الكتب وهو الضم والجمع، ومنه سميت الجماعة كتيبة؛ لاجتماعها.
  والتوحيد: مصدر من وحّد الشيء جعله واحداً، وإلى هذا أشار # بقوله: (هو لغة) أي: في لغة العرب (الإفراد)، ومنه: وَحَّد الشجرة إذا قطع أغصانها ولم يبق إلا غصناً واحداً، والتوحيد: نوع من التمر مختار قال الشاعر(١):
  يترشفن من فمي رشفات ... هن فيه أحلى من التوحيد
  (واصطلاحاً:) أي: في اصطلاح أهل علم الكلام (قال الوصي #) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # لمن سأله: (التوحيد أن لا تتوهمه) والعدل أن لا تتهمه» وصدق # أن توحيد الله سبحانه لا يمكن إلا بأن لا يتوهمه الإنسان ولا يتصوره ولا يتطرق إليه شيء من خواطره بتكييف ولا تمثيل؛ لأن
(١) ذكر البيت في دواوين الشعر للمتنبي وهو كما في الأعلام للزركلي باختصار: أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب المتنبي الشاعر، ولد ٣٠٣ هـ بالكوفة في محلة تسمى (كندة) وإليها نسبته. ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس. وقال الشعر صبيا. ورحل إلى شيراز فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي. وعاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الاسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضا، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب ٣٥٤ هـ وابنه محسد وغلامه مفلح، بالنعمانية.