شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في حدوث العالم]

صفحة 263 - الجزء 1

  محدثاً لتقدم فاعله عليه.

  قال السيد حميدان #: وأما عند الملحدين والفلاسفة ومن قال بقولهم من الباطنية وأشباههم فإنهم يزعمون أن العوالم كثيرة، منها: عالم العقول التي زعموا أنها قبل الزمان والمكان، ومنهم من يعبر عن تلك العقول بأنهم الملائكة الروحانيون المقربون.

  ومنها: عالم الأفلاك والأملاك، ومنهم من يعبر عنها بأنهم الملائكة الكروبيون.

  ومنها: عالم الطبائع الأربع التي يسمونها العناصر والأمهات والأستُقُصّات⁣(⁣١) والأركان.

  ومنها: عالم الكون والفساد وهو الأرض وما فيها مما يحدث ويفنى ويزيد وينقص ويحيى ويموت.

  قال: وأما أصل العالم أي: أول مخلوق منه فلا حاجة بنا إلى ذكر ما زخرفته الفلاسفة في ذلك، وأما عند أئمة العترة $ فإنهم يقولون: إن معرفة أول مخلوق وكيفية خلقه من الغيوب التي لا طريق إليها إلا الخبر الذي يروونه عن النبي ÷ وهو أن أول ما خلق الله سبحانه هو الهواء الذي هو مكان لا في مكان وهو جسم لطيف يحترك ويسكن، واستدلوا بذلك على أن أول وقتٍ خلقه الله سبحانه يجب أن يكون وجوده مقارناً لوجود الهواء.

  قلت: قال الحسين بن القاسم بن علي # في كتاب المعجز: الدليل على حدوث الهواء أنه لم يخلو من الزمان طرفة عين ووجدنا الزمان محدث وهو حينئذ مسكون⁣(⁣٢) الهواء فعلمنا أن ما لم ينفك من المحدث ولم يوجد إلا بوجوده أن سبيله في الحدث كسبيله.


(١) الاستقصات الأربع هي: النار والهواء والماء والأرض. اهـ (فضائح الباطنية للغزالي).

(٢) كذا في الأصل، والذي في كتاب الحسين بن القاسم #: سكون.