(فصل): [في حدوث العالم]
  فإن قال: وما الدليل على حدث الزمان؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: إن كل ساعة لها أول وآخر ... إلى آخر كلامه #.
  وقال الإمام المهدي # في كتاب رياضة الأفهام: والهواء جسم رقيق لطيف. وقال أبو الهذيل: مكان للجسم وليس بجسم. وقيل: ليس بشيء.
  قال: لنا إدراكه عند الحركة وملؤه الظروف وإحساسه في المخاريق. انتهى.
  رجع الكلام إلى ما حكاه السيد حميدان # عن أئمة العترة $.
  ثم خلق سبحانه بعد الهواء الماء ثم خلق الرياح فحركت ذلك الماء حتى أزبد، ثم خلق النار فأحرقت ذلك الزبد ثم خلق الأرض من الحُرَاقة والسماء من الدخان ونحو ذلك مما قصه الله سبحانه في كتابه وعلى لسان نبيه ÷.
  قلت: ومما يؤيد هذا قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ...}[الأنبياء: ٣٠]، قال الهادي # في جواب من سأله عن هذه الآية فقال: كيف كانتا مرتوقتين؟ وما الرتق؟ وكيف فتقا؟ وما الفتق؟
  فقال #: إن الله تبارك وتعالى الخالق لكل شيء والمصور له والمدبر خلق الماء والهواء والنار والرياح فابتدع هذه الأشياء الأربعة ابتداعاً وانتزع تكوين تصويرها انتزاعاً من غير ما أصل كان موجوداً مع الواحد الرحمن فخلق تبارك وتعالى هذه الأشياء طبائع مختلفة متضادة غير مؤتلفة فجعلها أصولاً لكل ما خلق وبرأ، وهذا المعنى الذي به تكلمنا ذكر ذلك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ لنا.
  قال: فلما أن خلق الله تبارك وتعالى الماء والرياح أوحى إلى الرياح بأن تصفق وتهيج غوارب الماء وأمواجه فهيجت أمواجه وزعزت ساكنه فارتدعت غواربه فتراكم زبده وعظم أمره، ثم أوحى إلى النار فأحرقت ذلك الزبد فثار منه دخان فصعد الهواء وبقي حراقة الزبد فخلق الله السماوات من ذلك الدخان كما قال