[بعض طرق أهل البيت $ في الاستدلال على الله تعالى]
  بعضها إلى بعض (بواسطة الآلة) التي هي الحجارة ونحوها فثبت أن القدرة تعلقت بالعمارة حال عدمها بواسطة الآلات.
  (قالوا:) إن (العمارة هي نفس الحجارة، وإنما كانت) العمارة (كامنة في نفسها) أي: في نفس الحجارة.
  (قلنا) رداً عليهم: (هذا هو المحال) الذي لا يخفى على أهل العقول؛ (لأن كون(١) الشيء كامناً في نفسه لا يعقل) بل يعلم بطلانه بضرورة العقل لأنا لو فتشنا الحجارة وكسرناها لم نجد فيها الدور والبيوت.
[بعض طرق أهل البيت $ في الاستدلال على الله تعالى]
  واعلم أن هذه الطريقة أعني الاستدلال بالآيات المثيرة لدفائن العقول المنبهة على أقوى الأدلة هي طريقة القدماء من أهل البيت $ لما في ذلك من رسوخ المعرفة وعدم خواطر الشكوك من تعمقات النظر فيما لا يدرك بالعقل ولنذكر شيئاً من أقوالهم في ذلك للتبرك بذكره.
  قال القاسم # في جوابه على الملحد - حين قال له الملحد: حدثني ما الدلالة على إِنِّيَّة الصانع؟ قال القاسم # -: الدلالة على ذلك قوله في كتابه جل وعز: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ٥ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٦ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ٧}[الحج].
(١) كمون الشيء في نفسه. (نخ). (من هامش الأصل).