شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في حدوث العالم]

صفحة 285 - الجزء 1

  وجعل لحمل الأصوات والروائح ثم تمحى وتزول فيعود نقياً، وتجري فيه الرياح بالسحاب والدخان والغبار ثم يزول منه فيعود نقياً، ولو كان يبقى كل ما يحمله من الدخان والغبار والروائح والأصوات لكان ذلك مؤدياً إلى الضرر وإباحة الأسرار والتأذي بكثرة الأصوات والدخان والغبار، إلى أن قال: فلما وجدنا فيه أثر التدبير ووجدناه قد وضع موضعه في صلاح الحيوان بأحسن تقدير علمنا أنه محدث مبدوع، ومخترع مصنوع، علماً ضرورياً بالمشاهدة؛ إذ لا بد لكل مدبَّر من مدبِّر، وكل مقدَّر لا بد له من مقدِّر.

  إلى أن قال #: ونظرنا إلى تضاد الظلم والأنوار، واختلاف الليل والنهار، وما في ذلك من النعمة السابغة والحكمة البالغة فإذا هو أمر عجيب ونفع قريب وكذلك ما نشاهد من السماء الدنيا من ارتفاعها وصفائها وسعتها وبهائها وما فيها من النيرات التي ملأ ضياؤها ما بين الأرض والسماوات من الشمس والقمر والنجوم المختلفات فإذا فيها من عجيب الصنعة وبديع الحكمة ما لا يقدر مخلوق على وصف عشير عشره.

  إلى أن قال: وجعل النجوم إذا غابت الشمس تسد مسداً لمن احتاج إلى الذهاب وليهتدي بها في البر والبحر أهل الاغتراب، وجعلت البروج الاثنا عشر مقدرة لا يختلف سيرها ولا يجتمع مفترقها ولا يفترق مجتمعها، وجعلت الشمس تقطع البروج في سنة من الحمل إلى الحمل تقطع في كل يوم درجة، والبرج ثلاثون درجة والبروج كلها ثلاثمائة وستون درجة كعدد أيام السنة.

  والقمر تقطع البروج كلها في شهر تقطع في كل يوم منزلة، والبرج منزلتان وثلث.

  والزهرة تقيم في البرج خمسة وعشرين نهاراً، وعطارد كذلك، وزحل يقيم في البرج ثلاثين شهراً، والمشتري يقطع البرج في سنة وشهر، والمريخ يقطع البرج في شهر ونصف.