شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في حدوث العالم]

صفحة 299 - الجزء 1

  الباقيات حياة قدرة معها ... كون وتأليف جسم واعتمادات

  لون وطعم وريح والرطوبة أو ... يبس كذاك برودات حرارات

  وحصر بعضهم غير الباقيات في قوله:

  ما ليس يبقى من الأعراض أربعة ... وستة وهي آلام إرادات

  ظن وصوت فناء شهوة نظر ... ونفرة واعتقادات كراهات

  قلت: ومرادهم بالباقي ما يبقى وقتين فصاعداً، وحصر المدركات أجساماً كانت أم أعراضاً بقوله:

  والمدركات فآلام روائحها ... طعومها ثم لون ثم أصوات

  جواهر وبرودات وثامنها ... إن كنت من أهل ذا الفن الحرارات

  قلت: وكذا الضياء والظلمة من جملة الأعراض. ذكره الإمام أحمد بن سليمان #.

  وأرادوا بالفناء ما زعموه من أنه عرض يخلقه الله لإفناء العالم مضاد له كما سيأتي قولهم فيه وهو باطل لا دليل عليه؛ لأن الله سبحانه يفني العالم بغير عرض كما سيأتي إن شاء الله تعالى فبطل أن يكون الفناء عرضاً.

  ومرادهم بالأكوان المعاني التي زعموها في الأجسام الموجبة لنحو الحركة والسكون وهي التي أرادوا أنها لا تدرك وقد مر إبطالها.

  ويصح أن نريد بالأكوان نفس الحركة والسكون ونحوهما فإنها من جملة الأعراض وهي مدركة بحاسة البصر لأن الحركة هي مرور الجسم في الهواء والسكون ضده وهو استقراره وقتاً فصاعداً والاجتماع عدم تفرقه والافتراق ضده وهو مدرك.

  قال الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب حقائق المعرفة وقد أجمع المتكلمون المتقدمون والمتأخرون على أن الحركة والسكون حالتان حادثتان إلا أصحاب