شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في حدوث العالم]

صفحة 300 - الجزء 1

  الأسطوان وهم بعض أتباع بلعام فإنهم زعموا أن العالم لم يزل متحركاً بحركات لا نهاية لها.

  وقالوا: لو ثبت لها أول وآخر لثبت حدث العالم.

  قال: والحجة عليهم أن كونه متحركاً بعد أن كان ساكناً يدل على حدث الحركة وكونه ساكناً بعد أن كان متحركاً يدل على حدث السكون بالمشاهدة والعلم الضروري. انتهى

  فثبت أن الحركة والسكون مما يدرك بالمشاهدة، والأصوات أعراض وشبحها الذي تحل فيه المتكلم في الابتداء وبعده الهواء فطره الله سبحانه على حمل الأصوات والدخول بها في الآذان السامعات فهو شبحها بعد انقطاع كلام المتكلم.

  وقولهم إن الحياة من جملة الأعراض إن أردوا بالحياة الروح فالصحيح أنه جسم على ما سيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى.

  وإن أرادوا بها غيره فليس في الحي شيء يعقل يسمى حياة غير الروح وغير الجسم الحي والله أعلم.

  وقال الإمام أحمد بن سليمان # أيضاً: فكل ما كان من الأعراض يوجد ضرورة ولا يمكن العبد رده فهو العرض الضروري وهو من فعل الله، وما كان يمكن العبد فعله ويمكنه تركه فهو العرض الاختياري.

  والضروري على أفنان ومنه الحركة والسكون في الجمادات ومنه ضَرَبَان العروق.

  ومن الضروري أيضاً إلهام الله تعالى لجميع الحيوانات مصالحها من استجلاب المنافع والنفار عن المضار فهذا ما اشترك فيه المكلف وغيره من سائر الحيوان ثم زاد الله المكلف جودة النظر والمعرفة لمصالحه العاجلة والآجلة والزيادة هاهنا التي هي من فطرة الله سبحانه كاستحسان الحسن واستقباح