(فصل): [في حدوث العالم]
  القبيح وأشباه ذلك فهذه الأعراض وما شاكلها مما لا يمكن الإنسان الامتناع منها فهو فطرة من الله تعالى ومثل ذلك ما فطر الله عليه الحواس الخمس مما لا يكون اختياراً كما فطر الله الأذن على سماع الأصوات مما يريد سماعه ومما لا يريد وكذلك البصر والشم والذوق إذا لم يكن للإنسان فيه فعل.
  فأما ما تعمده فهو من العرض الاختياري.
  قال: والذي يدل على أن الحس عرض أن الإنسان إذا نام لم تحس جوارحه شيئاً.
  وأيضاً فالحس لا يقوم بنفسه فصح أنه عرض لبطلانه ولكونه قائماً في سواه.
  والاختياري أيضاً على أفنان: فمنه فعل القلب الاختياري الذي هو العقل المكتسب من النظر والتمييز والاستنباط والنية والاعتقاد وأشباه ذلك فهذه أعراض من فعل العبد. انتهى كلام الإمام #.
  وقال الأصم(١) من النواصب وحفص الفرد(٢) من المجبرة وهشام بن الحكم من الروافض وهو مذهب كثير من الفلاسفة والدهرية: إنه لا عرض في الجسم، وأنكروا ما يعلم ضرورة وهؤلاء هم المعروفون بنفاة الأعراض، وقيل: إنهم لا ينفون الصفات إذ هي ضرورية ولكنهم ينفون المعاني التي ذهب إليها بعض المعتزلة وهي الأكوان التي زعموها مؤثرة في هذه الصفات.
  والأكوان عندهم خمسة حركة وسكون واجتماع وافتراق وكون مطلق.
(١) أبو بكر عبدالرحمن بن كيسان الأصم من الطبقة السادسة من المعتزلة، كان من أفصح الناس، حكي عنه أنه كان يخطي علياً # في كثير من أفعاله ويصوب معاويه في بعض أفعاله، قال القاضي: ويجري منه حيف عظيم على أمير المؤمنين، وأخذ عنه ابن علية. (المنية والأمل باختصار).
(٢) حفص الفرد: من المجبرة ومن أكابرهم نظير النجار، ويكنى أبا عمرو، وكان من أهل مصر قدم البصرة فسمع بأبي الهذيل، واجتمع معه وناظره فقطعه أبو الهذيل، وكان أولاً معتزلياً، ثم قال بخلق الأفعال، وكان يكنى أبا يحيى. (الفهرست لابن النديم باختصار).