شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معنى حدوث العالم والاختلاف فيه]

صفحة 303 - الجزء 1

  فمعلوم بالضرورة أيضاً لأن الأجسام لا تعقل إلا لازمة لهذه الصفات.

  وأما الأصل الرابع وهو أن ملازمة الأجسام للأعراض مستلزم لحدوث الأجسام فهو معلوم أيضاً لما ثبت من ملازمة الجسم للعرض وعدم انفكاك العرض عنه وذلك واضح فثبت حدوث العالم.

[معنى حدوث العالم والاختلاف فيه]

  ثم اعلم أنه لا خلاف بين المسلمين في حدوث العالم واختلفوا في معناه، قال الإمام # فيما كان جمع من الشرح المبارك: فعند الأئمة من قدماء أهل البيت وجُلّ متأخريهم كالإمام يحيى بن حمزة والإمام المطهر⁣(⁣١) بن يحيى وأسباطه $ وجماهير علماء الإسلام من المعتزلة وغيرهم أن معنى حدوث العالم هو ألّا ذوات منه قبل إحداثها، وأن الله سبحانه وتعالى هو الجاعل للذوات ذواتاً، وأن العالم قبل إيجاده نفي محض لا شيء قبل إيجاده ولا ذات.

  وقالت البهشمية ومن تابعها: إن ذوات العالم أشياء ثابتة في الأزل وإن الله لم يخلقها شيئاً ولا يقدر على جعلها شيئاً وليس لله تأثير إلا في صفتها الوجودية وتفسير هذه الصفة الوجودية عندهم هي أنها لا شيء ولا لا شيء.

  وأما الذوات فلا تأثير لله في إثباتها وجعلها ذواتاً.

  ولنا عليهم: ما ذكرناه من الأدلة العقلية والآيات القرآنية، وما علم من الدين ضرورة أن الله سبحانه وتعالى أضاف إلى فعله خلق كل شيء وإيجاده


(١) الإمام المتوكل على الله المظلل بالغمام المطهر بن يحيى بن المرتضى بن المطهر بن القاسم بن الإمام المطهر بن محمد بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين $. نهض بعد أسر الإمام إبراهيم بن أحمد، وقد كان قال له الإمام إبراهيم: ادع فأنت أولى مني وأكبر سناً. قال: أنا غير داع أنت أنفع للمسلمين. فلما أسر الإمام دعا سنة ست وسبعين وستمائة. ويسمى هذا الإمام المظلل بالغمام، لكرامة أكرمه الله بها في بعض حروبه. قبضه الله إليه سنة سبع وتسعين وستمائة. مشهده في دروان حجة. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).