شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معنى حدوث العالم والاختلاف فيه]

صفحة 304 - الجزء 1

  وليس ذلك إلا تذويت الذوات وجعلها أشياء وصفة الشيء لا خلاف بيننا وبينهم أنها غير الموصوف.

  فلو لم يكن لله سبحانه وتعالى تأثير إلا في الصفة لكان الموصوف لا فعل لله فيه ولا تأثير في جعله شيئاً من الأشياء وهذا خلاف ما يعلمه العقلاء من خطاب الله وخطاب رسوله وهذه الصفة الوجودية التي أضافوا تأثير الله إليها هي عندهم لا شيء ولا لا شيء فهي غير معقولة لأنه لا واسطة بين النفي والإثبات عند جميع العقلاء فحينئذ لا تأثير لله في شيء عند من يعقل تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

  وأما قياسهم هذه الصفة بالظل فإن الظل شيء لأنه ضرب من الظلمة مشاهد معقول فهو شيء بلا خلاف بين العقلاء. انتهى كلامه #.

  وقوله: وصفة الشيء لا خلاف بيننا وبينهم أنها غير الموصوف لم أقف عليه لهم لأنهم يسوون بين صفات الخالق والمخلوق في أنها مزايا زائدة على الذات لا هي هي ولا غيرها ولا شيء ولا لا شيء كما سنذكر ذلك عنهم في مواضع كثيرة.

  وقال السيد حميدان #: وأما الموجود فزعم بعض المعتزلة أن وجود الباري سبحانه أمر زائد على ذاته ليس بشيء ولا لا شيء.

  قالوا: وكذلك وجود المحدث ولم يفرقوا بينه سبحانه وبين المحدث إلا بأن لوجود المحدث أولاً فأما كونه بزعمهم ذاتاً أو ذواتاً ثابتة فيما لم يزل فلا فرق. انتهى

  وزعمت المطرفية أن الله سبحانه لم يقصد إلى خلق الفروع وإنما فطرها على الإحالة والاستحالة من صلاح إلى تغيير أو من تغيير إلى صلاح وإنما خلق بزعمهم بالقصد والاختيار الأصول.

  قال السيد حميدان #: وأما أفعال الله سبحانه فقد تقدم ذكر كون العالم دالاً على أن له صانعاً حياً قادراً عالماً مريداً مختاراً لا مثل له ولا شريك في خلق