(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى
  تعالى قادر على خلق العلم كقدرته على علوم العقل وهي علوم ضرورية ومن قدر على شيء فهو قادر على ضده فإذاً يلزم أن يكون الله تعالى قادراً على الجهل وقبحه معلوم بالضرورة.
  قلت إن كان المراد أن الله سبحانه قادر على أن يخلق فينا الجهل فذلك صحيح.
  الصورة الرابعة: العبث والذي يدل على أن الله تعالى قادر على العبث هو أن ماهية العبث هو الفعل الواقع من العالم به العاري عن غرض ولا شك أن الله تعالى قادر على خلق اللذة لأجل المصلحة فتلك اللذة بماهيتها وحقيقتها مقدورة لله تعالى مطلقاً ولا يتوقف كونها مقدورة على سبق العلم بالمصلحة فيجوز أن يفعلها الله ولو لم يكن ثَمَّ مصلحة لأن تقدم العلم بالمصلحة لا يغير تعلق القدرة بما هي متعلقة به.
  وإذا جاز أن يفعلها من غير مراعاة المصلحة فهو العبث بعينه ولا شك في قبحه فثبت بما ذكرنا أن الله تعالى قادر على فعل القبيح.
  قال #: وهذا أَنْفَسُ ما وجدته للمعتزلة في الدلالة على كون الله تعالى قادراً على فعل القبيح.
  قال: والصور التي أوردوها دلالة على القبائح المعينة فيها نظر على أصولهم.
  ثم ذكر وجه النظر واختار ما ذهب إليه الشيخ أبو الهذيل وأبو الحسين والخوارزمي من أن صدور القبيح من الله تعالى ممكن بالإضافة إلى القادرية مستحيل منه بالإضافة إلى الداعية بناء على أن صحة وجود الفعل يشترط فيه حصول الداعي.
  قلت: ولم يتضح لي ما ذهب إليه #.
  وذهب الكعبي إلى أن الله تعالى لا يقدر أن يخلق فينا علماً ضرورياً بما علمناه اكتسابياً.