شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر صفات الله العلي وأسمائه الحسنى

صفحة 321 - الجزء 1

  القسم الرابع: زعموا أن الله هو المؤثر في فعل العبد والمتولي لإيجاده ولا أثر لقدرة العبد فيه وهؤلاء هم الأشعرية فإنهم زعموا أنه لا موجد إلا الله وأن إيجاد جميع الأشياء لا يتعلق إلا بقدرته.

  قال: وسيأتي الرد عليهم عند الكلام في أفعال الله تعالى.

  والصفة الرابعة: ما أشار إليه # بقوله: (حياً؛ لأن الجماد لا قدرة له) يعلم ذلك (ضرورة)، وهو سبحانه الحي حقيقة؛ لأنه حي لا بحياة وغيره حي مجازاً؛ لأنه على الحقيقة محيى كما ذكرنا مثله في قادر.

  ومعنى الحي في حقه تعالى هو ما قاله الهادي #: أنه الذي يجوز منه الفعل والتدبير وذلك فهو الله الحي الدائم اللطيف الخبير وإلى مثل هذا ذهب الشيخ أبو الحسين وأصحابه، فقال: معنى الحيية في حقه تعالى هي أن ذاته تعالى لا يستحيل عليها أن تكون قادرة وعالمة من غير أمر زائد على هذا.

  وأن معنى الحيية في الشاهد إنما هي البنية المعتدلة المركبة من لحم ودم. حكى ذلك عنه الإمام يحيى #.

  قال: وقول أبي الحسين وأصحابه هو المختار.

  وذهب الشيخ أبو هاشم وأصحابه إلى أن الحيية في حق الله تعالى حالة زائدة على القادرية والعالمية وهي المقتضية لصحة هذه الصفات شاهداً وغائباً وأنها متماثلة في الذوات على معنى أن حقيقتها واحدة حيث حصلت حكى هذا عنه الإمام يحيى # في الشامل.

  قلت: وهذا إفراط منهم في الغلو والتوهم والتجاسر على التسوية بين الله سبحانه وبين خلقه في هذه الصفة.

  والصفة الخامسة: ما أشار إليه # بقوله: (عالماً) فهو سبحانه العالم حقيقة لا بعلم، وغيره يسمى عالماً مجازاً كما سبق مثله في قادر.

  وإنما علمنا كونه تعالى عالماً؛ (لأنا وجدنا العالَم محكماً رصين الإحكام)