شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[كلام الإمام يحيى # على عبدة الأصنام ومن يلحق بهم]

صفحة 336 - الجزء 1

  قال القرشي: وسموا الأفلاك ملائكة وجعلوا ثبوت العبادات بِعدَّة الأفلاك السبعة، وزعموا أن بيت الله الحرام هو بيت زحل وأنكروا الآخرة وفيهم قائلون بالتناسخ، وزعموا أن لهم أنبياء وأنهم على دين شيث. انتهى.

  قلت: والمراد بالأفلاك مجاري النجوم.

  قال الحسين بن القاسم # في تفسير قوله تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ٣٣}⁣[الأنبياء]، أي: في موضع من الهواء يسيرون ويعومون كما يسبح السابح في الماء.

  وقال محمد بن يحيى المرتضى # في الإيضاح: وسألتم عن فلك الشمس وما قيل فيه: بأنها تجري فيه على ظهر السماء وفوقها، قال #: هذا من الكلام المحال ولو كان فلكها يجري على ظهرها ما أبصرت الشمس ولا عوينت وكيف يعاين ما هو مستتر وإذاً لكان حكمها كحكم ما هو فوق السماء ولكن فلكها في الهواء الذي قدره الله سبحانه للنجوم مجرى فهي تجري في أفلاكها بقدرة الله.

  إلى قوله: أو لا يرون إلى هذا السحاب في عظمه وكبره ما يحمل كيف يسير به ويفرغه حيث أمره الله سبحانه أفيقدر أحد أن يقول إن الملائكة تجري هذا السحاب فلا يقدر أحد أن يتكلم بذلك ولا يقوله، فالذي أجرى هذا بعظمته أجرى هذه النجوم بأفلاكها بقدرته ورأفته. انتهى.

  قال الإمام يحيى #: الفرقة الثالثة: هم الفرق النصرانية فإنهم يعبدون المسيح ويعتقدون إلهيته.

  الرابعة: هم عبدة الأوثان والأصنام على طبقاتهم وقد زعم أهل التأريخ أنه لا دين من الأديان الباطلة أقدم من عبادة الأوثان والأصنام، وذلك لأن أقدم الأنبياء الذين بلغنا تاريخهم هو نوح ~ وهو إنما جاء بالرد على عبدة الأوثان كما حكى الله عنه في قوله: {لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ٢٣}⁣[نوح].