شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى

صفحة 343 - الجزء 1

(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى

  اعلم أنه لا يجوز أن يقال كيف يستحق تعالى هذه الصفات ولا في ذكر كيفية استحقاقه تعالى لهذه الصفات ولا إطلاق القول بأن الله سبحانه يستحق صفاته لذاته أو لما هو عليه في ذاته لما في ذلك كله من إيهام الخطأ بأن ثَمَّ مستحِقاً ومستَحَقاً وعلة ومعلولاً ولم يذكر هذه العبارة أحد قبل المعتزلة.

  وكذلك لا ينبغي أن يقال: إن الله سبحانه عالم فيما لم يزل أو قادر فيما لم يزل أو حي فيما لم يزل لإيهامه التشبيه.

  قال المرتضى محمد بن يحيى # في كتاب الشرح والبيان: وقد يكثرون فيما لم يزل وليس هذا مما يقال في الله ø.

  قلت: وذلك لأن لفظة «ما» توهم الزمان ولا شيء غير الله في الأزل.

  قال القاسم بن علي #: إن سأل سائل عن الموجود القديم أموجود لنفسه أم لغيره أم لنفسه ولغيره أم لا لنفسه ولا لغيره؟

  فإنا نقول: إن كان سؤالك عن الله سبحانه فإنا نقول إنه موجود لا بإدراك كما وصف به نفسه فقال: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ٦٤}⁣[النساء]، فقال: لوجدوا.

  وأما قوله: موجود لنفسه أو لغيره إلى آخر قوله فليس هذه الصفة من صفات الله التي وصف بها نفسه ولا من صفات الخير التي وصفه بها أولياؤه؛ لأن الموجود لنفسه ولغيره له مُوجِد لم يزل، والله سبحانه يعز عن هذه الصفة ويجل وإنما يوصف بما وصف به نفسه لأنه الموجد لكل موجود لا أن وجوده كوجود الموجودات لأنفسها ولغيرها تعالى الله علواً كبيراً. انتهى