(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى
  قال #: قال (جمهور أئمتنا $) وهم جميع المتقدمين منهم وبعض المتأخرين (والملاحمية) أصحاب محمود بن الملاحمي ومتابعوهم: (وصفات الله تعالى هي ذاته) لا أمور غيره تعالى ولا مزايا زائدة على ذاته ولا معاني قائمة بذاته تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
  والمراد الصفات الثبوتية وذلك بناء منهم على ما اقتضاه دليل العقل والنقل والسمع.
  أما دليل العقل والنقل فإن المعلوم من لغة العرب أن الوصف والصفة هو المعنى القائم بالجسم كالعلم القائم بالإنسان والقدرة القائمة به فهذا وصف وصفة لغة ولما كان هذا مستحيلاً في حق الله تعالى لاستحالة كونه تعالى حالاً أو محلولاً واستحالة أن يكون تعالى عالماً بعلم أو قادراً بقدرة.
  وقد ثبت أنه تعالى قادر وعالم كانت صفاته تعالى هي ذاته جل وعلا لا غير.
  وأما السمع فما نذكره من القرآن وقول علي # وغير ذلك.
  وأما المعتزلة فبنوا على أن الصفات ليست الأعراض القائمة بالأجسام وإنما الصفات عندهم هي الموجبة عن المعاني فهي مزية للذات تعلم الذات عليها ولا تعلم على انفرادها ولا فرق في كونها مزية بين الشاهد والغائب إلا أنها في الشاهد موجبة عن المعاني، وفي الغائب موجبة عن الصفة الأخص عند البهشمية وعن الذات عند بعضهم.
  ومما يؤكد ما ذهب إليه أئمة أهل البيت $ قول علي #: «باينهم بصفته رباً كما باينوه بحدوثهم خلقاً فمن وصفه فقد شبهه، ومن لم يصفه فقد نفاه، وصفته أنه سميع ولا صفة لسمعه».
  وقوله #: «وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه، بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله».