شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى

صفحة 346 - الجزء 1

  سبحانه إنما هي الله وحده لا شريك له.

  وأما الصفات المحدثة فالإرادة والمشيئة والمشيئة هي الإرادة والإرادة فهي المراد وهو الفعل لا غير ذلك والسخط فهو الغضب وهو البغض وهو العقاب، المعنى في ذلك كله واحد والرحمة فهي الرزق وهي الرأفة المعنى في ذلك واحد والمحبة فهي الثواب والتوفيق والتسديد.

  والدليل على أن العلم والقدرة والحياة هي الله ø أن هذه صفة قديمة وليس ثَمّ قديم غيره ø والفرق بين صفات الله وصفات خلقه أن الله ø لا يوصف بصفات خلقه.

  وتفسير ذلك أن قدرة الله هي الله سبحانه، وكذلك علمه هو قدرته وعلمه وقدرته حياته وحياته قدمه وقدمه حياته فافهم هذه الصفات الأربع فإنما هي الله وحده، وإن اختلفت الأسماء الحسنى، وقدرة المخلوق هي غيره. انتهى.

  وأقوال الأئمة $ في هذا المعنى كثيرة صريحة صحيحة قال #: (وفاقاً لأبي الحسين) البصري (والرازي) من المجبرة (وغيرهما) كأبي القاسم البلخي وابن الإخشيد وسائر شيوخ البغداديين فإن هؤلاء جميعاً يوافقون (في صفته تعالى الوجودية) إنها ذاته تعالى.

  قال #: (ومعناه) أي: معنى أن صفات الله هي ذاته: (أنه قادر بذاته تعالى لا بأمر غيره) زائد على الذات، (ونحو ذلك) أي: وعالم بذاته وحي بذاته وسميع بصير بذاته وموجود بذاته، وكذلك سائر صفاته تعالى كما ذكرناه من قبل أنه المتصف بها تعالى حقيقة؛ لأنه قادر لا بقدرة وعالم لا بعلم وحي لا بحياة ونحو ذلك.

  لا يقال: إن قولكم قادر بذاته مثل قول المعتزلة قادر لذاته فكما أن اللام تفيد التعليل فكذلك الباء تفيد الاستعانة وذلك محال في حق الله تعالى؛ لأنا نقول: ليس المراد بقولنا: «قادر بذاته» إلا إفادة التأكيد بأنه تعالى هو القادر الذي لا