شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر كلام من يقول إن صفات الله تعالى أمور زائدة على ذاته]

صفحة 347 - الجزء 1

  بشيء كما لم يفد إلا التأكيد قولنا: جاء فلان إلى فلان بنفسه أي: جاء هو بنفسه لا غيره، وغيره جل وعلا من المخلوقين يتصف بذلك مجازاً بإذن الله سبحانه.

  لنا: في التسمية بذلك لأن القادر منهم إنما هو في الحقيقة مُقْدَر أي: مجعول قادراً بقدرة خلقها الله له ونحو ذلك هكذا ذكره أئمتنا $.

[ذكر كلام من يقول إن صفات الله تعالى أمور زائدة على ذاته]

  قال #: (بعض أئمتنا $) وهو الإمام المهدي أحمد بن يحيى # ومن تبعه على ذلك (وبعض شيعتهم) التابعين لهم على ذلك كالشيخ الحسن الرصاص والفقيه يحيى بن حسن القرشي صاحب المنهاج وغيرهم، (وأبو علي،) في بعض الروايات (والبهشمية) وهم أبو هاشم وأتباعه: (بل هي) أي: صفاته تعالى (أمور زائدة على ذاته تعالى)⁣(⁣١).

  قال الإمام المهدي #: والله تعالى يستحق صفاته الأربع لذاته لا لمعان موجبة لها كما يقول المخالفون فيما يأتي بل يستحقها للذات إما بلا واسطة أصلاً فتكون ذاتية كما يقوله أبو علي أو بواسطة صفتها الذاتية فتكون مقتضاة عن الصفة الأخص كما يقوله أبو هاشم، وعلى كلا القولين فيقال فيهما إن القديم تعالى يستحقها لذاته. هكذا قرر كلام الإمام المهدي # النجري في شرحه.

  قال: هكذا عبارة أصحابنا في هذه المسألة وإن كانوا في غيرها إذا قالوا في شيء إنه يستحق صفة لذاته فإنما يريدون أن تلك الصفة ذاتية حتى إنهم لا يقولون إن الجسم يستحق التحيز لذاته وإن كانت مقتضاة عن الذاتية.

  قال: وكون القديم يستحق هذه الصفات لذاته على التفسير الذي ذكرناه هو قول جميع المعتزلة كما تقدم إلا أبا الحسين وابن الملاحمي ومن ذهب مذهبهم فإنهم ينفون الصفات ولا يجعلونها أموراً زائدة على الذات فلا كلام لهم في هذه المسألة أصلاً.


(١) قال في هامش الأصل: ومرادهم صفاته تعالى الإثباتية.