(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى
  لإعادته ولكنا نحكي هنا ما يتبع ذلك مما حكاه عنهم القرشي في منهاجه ليعرف حقيقة أقوالهم ويتوضح الرد عليهم فيها، فقال:
  والذوات ثلاث: ذات الباري جل وعلا، وذات الجسم، وذات العرض.
  قلت: فزعموا أن هذه الذوات مشتركة في الذاتية، قال: فالجسم يستحق من الصفات أربعاً ذاتية ومقتضاة ومعنوية وبالفاعل، فالذاتية له هي الجوهرية، والمقتضاة هي التحيز وكونه مدرَكاً في حق الأحياء، والمعنوية هي الكائنية والقادرية ونحوهما، والتي بالفاعل هي الوجود.
  والعرض يستحق ثلاثاً: ذاتية وهي التي بها يماثل مماثله ويخالف مخالفه كالسوادية مثلاً، ومقتضاة وهي التي بها يُوجب موجَبَه ويتعلق بمتعلقه ويضاد ضده كالهيئة مثلاً، وبالفاعل وهي الوجود ولا يستحق معنوية لأنه معنى فلا يختص به معنى.
  قال: والباري جل وعلا يستحق ثلاثاً: ذاتية وهي الصفة الأخص، ومقتضاة وهي القادرية والعالمية ونحوهما، ومعنوية وهي كونه مريداً وكارهاً ولا يستحق صفة بالفاعل لأن الفاعل لا يفعل للذات صفة من دون واسطة إلا إذا فعل تلك الذات والباري تعالى قديم لا فاعل له.
  قال: ولنستدل على ثبوت هذه الصفات لهذه الذوات على التفصيل فإنه قد خالف فيه شيخنا أبو الحسين.
  قال: ونبدأ بصفات المحدثات لأن عليها يترتب العلم بصفات القديم تعالى.
  قال: والذي يدل على أن للجوهر بكونه جوهراً حالاً وجوه ثلاثة: الأول: أن الجوهر يماثل الجوهر ويخالف السواد، والمماثلة والمخالفة لا تصح إلا بصفة ذاتية.
  قال: وسيأتي تحقيقه في الاستدلال على أن الجوهرية ثابتة في حالة العدم.
  الوجه الثاني: أن الجوهر والسواد قد اشتركا في كونهما ذاتين، واختلفا في كون